{فَإِنَّ الجنة هِىَ المأوى} ليس له سواها مأوى.{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الساعة أَيَّانَ مرساها} متى إرسَاؤهَا أي إقامتها وإثباتها، أو منتهاها ومستقرها من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه.{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم أي ما أنت من ذكرها لهم، وتبيين وقتها في شيء فإن ذكرها لا يزيدهم إلا غياً. ووقتها مما استأثر الله تعالى بعلمه. وقيل: {فِيمَ} إنكار لسؤالهم و{أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} مستأنف، ومعناه أنت ذكر من ذكرها أي علامة من أشراطها، فإن إرساله خاتماً للأنبياء أمارة من أماراتها، وقيل إنه متصل بسؤالهم والجواب.{إلى رَبّكَ منتهاها} أي منتهى علمها.{إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يخشاها} إنما بعثت لإنذار من يخاف هولها، وهو لا يناسب تعيين الوقت وتخصيص من يخشى لأنه المنتفع به، وعن أبي عمرو ومنذر بالتنوين والإِعمال على الأصل لأنه بمعنى الحال.{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ} في الدنيا أو في القبور. {إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضحاها} أي عشية يوم أو ضحاه كقوله: {إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ} ولذلك أضاف الضحى إلى ال {عَشِيَّةً} لأنهما من يوم واحد.عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة النازعات كان ممن حبسه الله في القيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاة المكتوبة».